قصة السمكة وقصتى مع الثوم
أجابت الوالدة: لقد رأيت جدتك تفعل ذلك ! ولكن دعيني أسألها. اتصلت الوالدة بالجدة وبعد الترحيب سألتها: أتذكرين طبق السمك المشوي الذي كان يحبه أبي ويثني عليك عندما تحضرينه ؟
فأجابت الجدة: بالطبع، فبادرتها بالسؤال قائلة: ولكن ما السر وراء قطع رأس السمكة وذيلها؟ فأجابت الجدة بكل بساطة وهدوء : كانت حياتنا بسيطة وقدراتنا متواضعة ولم يكن لدي سوى مقلاة صغيرة لا تتسع لسمكة كاملة

حدث لى موقف مشابه فطوال حياتى اقوم بفرم الثوم لأمى وكانت تستحثنى على أن أسرع حتى تضيفة إلى الطبيخ بسرعة قبل أن يتم النضج فإرتبط بذهنى أن الثوم هو أخر خطوة في الطهي قبل تمام النضج وبعد أن تزوجت كنت أطهو بنفس طريقة أمي ثم فى يوم كنت فى زيارة لإحدى صديقاتى وكانت قد أعددت لي بامية إحتفاءاً بي فسألتها عن الطريقة فوصفتها لى ومن ضمن الوصف أنها أضافت الثوم فى بداية الطبخ مع البصل فهاجمتها أنه يجب أن يضاف فى النهاية فهاجمتنى هجوماً أكثر شراسة فقلت يمكن البامية فقط فأصرت أنه فى كل الأكلات يضاف الثوم فى الأول
كتمتها في نفسي وفي أول زيارة لأمى اخبرتها بما حدث مع صديقتى وماقالته فقالت أن كلامها صحيح وأنه يجب إضافة الثوم فى البداية وليس النهاية فسألتها ولماذا هى تفعل ذلك فقالت أنها لم تكن تجد الوقت الكافى لاعداده فى الأول
وهذا دعاني للتفكير فى أن الكثير من الأمور التي نفعلها فى حياتنا نفعلها لأننا رأينا أباءنا أو الأخرين
يفعلونها
واعتقدنا ان هذا هو الصواب فقمنا بتقليدهم دون تفكير او مراجعه او حتى الوقوف على اسبابهم فاضعنا الكثير دون تفكير لذلك فأنا أدعو نفسى وأدعوكي معي للتفكير والأبتكار وألابداع
تعليقات